البشير لأوكامبو: شكرا فقد جعلتني أرى محبة الناس

نقلآ عن : الشرق الأوسط
الحل الأميركي: انتخابات رئاسية لا يترشح فيها الرئيس السوداني * أغنيتان جديدتان في الخرطوم «مشكلة دولية».. و«يا لويس» * وزير العدل السوداني لـ«الشرق الأوسط»: صلاحيات الرئيس لن تنقص شعرة * مصادر فرنسية: الخرطوم لم تساعدنا في الوقت المناسب
واشنطن: طلحة جبريل ومحمد علي صالح باريس: ميشال أبو نجم الخرطوم: إسماعيل آدم القاهرة: خالد محمود أديس أبابا: أفراح محمدعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر أميركية وثيقة الاطلاع أن واشنطن وضعت سيناريو لحل المشكلة السودانية، عبر تنظيم انتخابات رئاسية في السودان، خلال العام الجاري، وهي مقررة أصلا ضمن اتفاقية السلام بين الشمال والجنوب الموقعة عام 2005، وتشترط واشنطن ألا يشارك فيها الرئيس عمر البشير الذي تطالب المحكمة الجنائية الدولية بلاهاي بتوقيفه، في مقابل ذلك تعمل الإدارة الأميركية من أجل تفعيل المادة 16 من القانون الأساسي للمحكمة الجنائية، التي تسمح لمجلس الأمن بتجميد قرار المحكمة لمدة عام قابلة للتجديد، أي حتى مارس (آذار) من العام المقبل. وتقول المصادر إن واشنطن أرسلت «رسالة شفوية» إلى الخرطوم عبر قنوات دبلوماسية تدعوها إلى «التهدئة وعدم التصعيد» في مواجهة قرار المحكمة الجنائية، في وقت يدرس فيه مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض الاحتمالات كافة حول تداعيات الأزمة قبل أن يعين الرئيس باراك أوباما مبعوثاً جديداً للسودان.
وفي الخرطوم شكر الرئيس البشير الذي خاطب مظاهرة وصفت بأنها مليونية، مدعي محكمة لاهاي قائلا «جعلني بعد عشرين عاما أرى كيف يحبني الشعب السوداني». ورد الرئيس السوداني على مذكرة التوقيف بهجوم على ما أسماه بـ«الاستعمار الجديد»، وقال إن «المجرمين الحقيقيين هم رؤساء الولايات المتحدة وأوروبا» وأنهم هم من ارتكب الإبادة ونهبوا ثروات الشعوب. من جهته أكد وزير العدل السوداني عبد الباسط سبدرات لـ «الشرق الأوسط» أن الرئيس السوداني عمر البشير سيواصل ممارسة مهامه الدستورية كرئيس للسودان على الرغم من المذكرة الصادرة بتوقيفه، قائلا «إن سلطات الرئيس لن تنقص شعرة».
على الصعيد غير الرسمي بات مدعي المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو في صميم حكايات الناس في السودان، وشخصية مشهورة، صممت عليه أغنيات، ولكنها تصب الغضب عليه.
ويمكن أن تسمع بسهولة من على أجهزة التسجيل في المركبات العامة أغاني من هذا النوع. وجاءت إحدى الأغنيات تحت اسم «مشكلة دولية»، يتغنى بها مطرب حديث يسمي «طه سليمان» تقول في أحد مقاطعها «يا أوكامبو لم قرارك..»، وتشير في مقاطع أخرى إلى غضب مكتوم: «سمعنا كلام جابوه ناس الحلة (الحي)... تعال من فوق.. تعال اندالا (انزل).. يا أوكامبو.. شيل قرارك يالا». وأغنية أخرى باسم «يا لويس»، تمضي في ذات سياق الإدانة لمدعي الجنائية.
إلى ذلك قالت مصادر فرنسية لـ«الشرق الأوسط»، إن باريس كانت تفضل خيار وقف الحرب والاتجاه نحو السلام في إقليم دارفور السوداني.. على مطلب العدالة الدولية بمحاكمة البشير، وأن الرئيس نيكولا ساركوزي أبلغ البشير بذلك، طالبا تبني بعض الخطوات. وقالت المصادر، إن باريس لا يمكنها الآن فعل شيء للرئيس السوداني.. «لأن الخرطوم لم تساعدنا في الوقت المناسب». وفي أديس أبابا وبعد حوالي 10 ساعات من اجتماع متواصل، اكتفى مجلس الأمن الأفريقي بقرار يدعو إلى إرسال وفد رفيع من الاتحاد الإفريقي إلى نيويورك بأسرع وقت ممكن لبحث إمكانية وقف إجراءات اعتقال البشير، وتأجيلها لمدة عام فيما لم يبت في اقتراح سوداني بانسحاب جماعي من المحكمة الجنائية. وفي نيويورك قال مصدر دبلوماسي رفيع المستوى «إنه بسبب الانقسام الذي يشهده مجلس الأمن إزاء مذكرة الاعتقال قد يتأخر صدور أي قرار أو أي موقف من المجلس». وأضاف نفس المصدر «أن الأمر يعتمد على مدى فعالية وحيوية الجهود التي سيبذلها الوفد العربي الأفريقي المشترك». وأكد أن 8 دول تعارض تأجيل مذكرة البشير لمدة عام هي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وتقف معها كل من النمسا وكرواتيا واليابان وكوستاريكا والمكسيك. وبالمقابل تدعو روسيا والصين حليفتا السودان إلى التأجيل وتقف معها ليبيا وفيتنام وبوركينافاسو وأوغندا وتركيا.